رواية لا افهمك الفصل الثاني 2 بقلم هدير محمد
إرتسمت الإبتسامة على وجوهم جميعًا... ركضت فاطمة إليه و احتضنته بقوة و كذلك محمد...
* الحمد لله انك عايش... الحمد لله
* رعبتنا عليك...
وضعت فاطمة وجهه بين كفوفها و قالت و هي تتفحصه بلهفة
* انت كويس صح ؟ اوعى تكون اتصابت... !!!
آسر ببرود" انا كويس...
جاءت رغد هي و معاذ حضنوه...
إجاب بتذمر " يوووه بقولكم انا كويس... خلاص متقلقوش... محمد بصرامة
* مش هسمح ده يتكرر تاني... مفيش شغل في المنظمة دي تاني اديني بقولك اهو...
رد آسر بغضب
" بابا قولتلك شغلي ملكش دَخل فيه...
* يا ابني انت مبتحسش ؟ ليه كل مرة تختفي و ترعبنا عليك بالشكل ده...
" انا مش طفل و مطلبتش من حد منكم انه يخاف عليا... انتوا عارفين لما بروح مُهمة بقفل تليفوني...
* طب ليه رئيسك مرضيش يقولنا اي حاجة ؟
" مفيش اي معلومة بتخرج من المنظمة لأي حد... و فاكر كويس اني قولتلكم كده... و متتصلوش على رئيسي تاني عشان بيضايق...
* بيضايق عشان بطمن على ابني ؟
" متتطمنش... مطلبتش منك تتطمن.... انا لما همو*ت اكيد هيوصلكم الخبر... طالما انا عايش اهو يبقى تبطلوا الدراما اللي انتوا فيها دي... لان ملهاش لازمة
صفعة محمد بالقلم على وجهه... تفاجئوا جميعًا...
* عشان قلقانين عليك بتقول على خوفنا انه دراما و ملهوش لازمة !! انت ازاي قاسي كده ؟!
احمرت عينا آسر غضبًا... امسكت فاطمة يده لكنه ابعدها في الحال... اقترب منه و قال و هو يجز على اسنانه و ينظر له بغضب
" ايوة انا قاسي... بس مهما بقيت قاسي مش هوصل لقسوتكم انتوا... لو انت نسيت اللي عملته انت و هي زمان... فأنا منستش... بطل تدخل في حياتي... شغلي من هسيبه حتى لو على رقبتي... و طالما انا عايش هنا في البيت ده... يبقى انسى اني امشي على مزاجك و مزاجها... كفاية اني اتجوزت على مزاجكم عشان ميبقاش اسمي ابن عا*ق... دي لوحدها كفاية و كفيلة انها تزود كُرهي ليكم... فأرجوكم ما تمثلوش عليا انكم عيلة مثالية لان انا اكتر واحد عارفكم... لأخر مرة بقولها اهو... هتدخلوا في شغلي... يبقى مش هتشوفوا وشي هنا تاني لغاية ما امو*ت...
انهى كلامه ثم نظر لهم جميعًا بغضب... تركهم و صعد لغرفته...
جلس محمد على الاريكة و قال بحزن
* اهو قالها بلسانه يا فاطمة ..... مش ناسي...
* مكنتش مديت ايدك عليه... احنا ما صدقنا انه بقى يقولنا بابا و ماما بدل ما كان بينادينا بأسمائنا... رجعتنا لوراء حرام عليك
* عصبني... انا خايف عليه لانه ابني و حتة مني... و هو شايف ان ده كله تمثيل... والله انا خايف عليه بجد...
* ربنا يهديه...
غضبت رنا و صعدت لغرفتها... دخلت وجدته جالس على السرير... مازال غاضبًا و ذلك واضح في عيناه... نظر لها... و بدون اي كلمة نهض ليذهب... لكن امسكت يده و قالت
' انت ازاي تكلم اهلك بالطريقة دي ؟
" انتي مالك !! هوما كانوا اهلك انتي ؟؟
' هو ايه اللي انا مالي و اهلي دي ؟؟... يا بني آدم افهم... هم كانوا خايفين عليك و قلبهم هيتقطع من القلق عليك... ده ذنبهم يعني عشان تقوم تكلمهم كده ؟
" يا ستي ايوة انا قليل الادب و ما شفتش بربع جنيه تربية... انت مالك برضو ؟
' انت فعلا قليل الادب و متربتش كمان...
" حصل... في حاجة تاني ؟
' انت ازاي كده ؟ الواحد بيتمنى انه يبقى وسط عيلته و يتحامى في ظلهم و يحضنهم... انت عندك عيلة و بيحبوك و يخافوا عليك تقوم تعمل معاهم كده ؟
" انا مبحبهمش... و مطلبتش منهم يحبوني...
'لا و انت الصادق ... ولا تستاهل حبهم اصلا... انت قلبك أسود اوي مستاهلش ان حد يحبك اساسا...
" ايوة انا قلبي أسود و حجر و قا*سي كمان... عندك حاجة تانية عايزة تقوليها يا ام قلب أبيض انتي ؟
' الغلط على اللي يتكلم معاك كلمة أساسا...
" مطلبتش منك تتكلمي معايا... بصي انا مصدع... بطلي رغي و اتخمدي احسن لنا .
' انا كرهتك يا آسر.. انت وحش و طريقة كلامك اوحش...
امسكها من ذراعها و ضغط عليه بشده و قال
المفروض بعد ما تشت*مي و تعلي صوتك عليا اخدك في حضني و اقولك حقك عليا ؟ هههه ضحكتيني... مش أنا اللي هقِل كرامتي عشان حد مهما كان... و طول ما انتي بتتكلمي معايا كده هرد عليكي رد يزعلك... ف احسنلك تختصريني و تبعدي عني... كده كده مش طايق اشوفك ولا اسمع صوتك حتى...
دفعها على السرير بقوة و دخل للشرفة و اغلق الباب عليه... تجمعت الدموع داخل عيناها و بكت... امسكت ذراعها و تألمت من مسكته...
' بكرهك يا آسر... بكرهك... يارب امتى يجي اليوم اللي تخلصني منه !! راجل مستفز و مريض نفسي...
تاني يوم...
استيقظت رنا من نومها... لم تجد آسر بالغرفة ولا بالحمام ف عرفت انه خرج
' احسن انه خرج... حتى الواحد يعرف يقعد براحته في الأوضة دي و يتنفس هوا نظيف
غسلت رنا وجهها و غيرت ملابسها... فتحت هاتفها و رنت على الممرضة التي تعتني بأخاها الصغير... طلبت منها ان تعطي الهاتف لأخاها...
- رنااا...
قالها ياسين ببراءة
' البطل عامل ايه ؟
- كنت لسه هرن عليكي... انتي وحشتيني جدا جدا جدا...
' انت أكتر يا روحي... اوعى يكون حد مزعلك هناك...
- كلهم طيبين... بس انا زهقت من القعدة هنا... عايز اعيش معاكي...
' صعب يا ياسين... انت لسه عندك جلسات لازم تخضع ليها...
- يووووه هي الجلسات دي مش هتخلص انا زهقت...
' قربوا يخلصوا متقلقش...
- هتجيلي امتى ؟
' قريب اوي... اوعى تكون مش بتاكل كويس... !!
- لا باكل عشان ابقا كويس و اخلص علاجي و اخرج من هنا...
' هتخلص و هتخف يا روحي...
- لما تجيلي ابقي هاتي عمو آسر معاكي لاني حبيته...
' بس عمو آسر عنده شغل... مش هيقدر يجي...
- عشان خااااطري... خليه يجي و النبي
' حاضر هقوله... يلا هقفل انا... انتبه على نفسك كويس...
- حااضر...
ودعته و اغلقت الهاتف... تنهدت و قالت
' و ده هجبهولك معايا ازاي ؟ مش هيوافق طبعا...
مر اليوم و كانت الساعة 3 بالليل...
كانت رنا نائمة في غرفتها... عيناها مفتوحتان... رأت الساعة...
' الوقت اتأخر و مجاش... و غايب من الصبح... معقول راح مُهمة تانية ؟ بس مقالش لحد... اه صح هو هيقول ليه ؟ ماهو مقاطع الكل... انا هرن عليه و اعمل اللي عليا...
رنت عليه و قبل ان يعطي جرسًا اغلقت هاتفها
' لا مش هرن... مش ناسية اللي قاله امبارح ليا بكل برود... و هو مش طفل عشان اقلق عليه... خليه يتفلق
سمعت رنا خطوات قادمة نحو الغرفة... وضعت الهاتف تحت المخدة و نامت بسرعة...
دخل آسر الغرفة... اغلق الباب بالمفتاح... نظر الى رنا وجدها نائمة... تنهد بإرهاق... كان معه كيس ابيض صغير... وضعه على المنضدة... قلع البلوڤر ليبقى نصفه العلوي عاريًا... فتح الدولاب بحذر حتى لا تستيقظ و تراه هكذا... فتحت رنا عيناها و نظرت إليه... احست بأن البرق ضر*ب رأسها عندما رأته... رأت ظهره مشهو*ة و محر*وق و ملىء بالجر*وح و الكدمات...
من الواضح ان تلك الجر*وح و الحرو*ق حديثة الإصابة بسبب لونها و شكلها المُلتهب...
اغمضت عيناها بسرعة قبل ان يلتفت و يراها مستيقظة... اخذ ملابس خفيفة و اخذ ذلك الكيس... دخل الحمام و سمعت صوت المفتاح في الباب و هو يغلقه به...
اعتدلت و احست بقشعريرة في جسدها عندما رأت ظهره...و تُحدث نفسها... كيف يتحمل كل هذه الجر*وح ؟ و كيف اصيب بها ؟ أيعقل انه عندما غاب شهر عن المنزل كان مُصاب ؟ و أتى عندما تحسن... و أنه لا يريد ان يعرف أحد بهذا... لم يتكلم... لم يقل شيء متعلقا بإصاباته تلك... لكن لماذا ؟
عادت رنا بالتظاهر بالنوم عندما سمعت صوت المفتاح يتحرك... خرج آسر من الحمام بعد ان استحم... رن هاتفه و عندما رأى اسم المتصل ذهب للشرفة و رد عليه...
* هااا يا بطل ايه الأخبار ؟
" روحت للدكتور اللي نصحتني بيه... شاف الجر*وح و كتبلي شوية شمبوهات و كريمات تخفف الالتهاب... استحميت بيهم دلوقتي...
* في تَحسن ؟
" شوية... احسن من الأول...
* بالشفاء يا بطل...
انتهت المكالمة و عاد آسر للغرفة... اخذ وسادة من السرير... وضعها على الاريكة و استلقى عليها و نام...
نظرت له رنا وجدته نام على بطنه ف قالت في سرها
' عمري ما شوفته نايم على بطنه كده... حتى استغربت لما لقيته نايم نفس النومة دي امبارح... مش مستحمل ينام على ظهره...
اكيد بيتو*جع بسبب الجر*وح دي... بس ليه خبى عني و عن عيلته..؟؟. للدرجة دي بيتعامل على انه وحيد... حتى و*جعه مش عايز حد يشاركه فيه... بس ليه ؟
تفادت تلك الأسئلة و نامت...
تاني يوم.....
كانت رنا واقفة تنتظر خروج آسر من الحمام... عندما خرج لم ينظر لها و اكمل طريقة للخروج من الغرفة... قبل ان يمسك مقبض الباب... وقفت رنا امام الباب و منعته
" انتي بتعملي ايه ؟
' مش واضح انا بعمل ايه.؟؟ بمنعك من الخروج...
" لا و الله ؟ ابعدي من قدام الباب خليني اخرج...
' عايز تخرج ؟ طب رايح فين ؟ انا مراتك و من حقي اعرف
" هو انتي مصدقة انك مراتي بجد ؟ بلاش كلام يضحك على الصبح... ابعدي
' انا عايزة اروح لياسين المستشفى
" ما تروحي... منعتك انا ؟ روحي حتى خليني اشم نفسي في الأوضة شوية لوحدي...
رنا بجدية ' انت هتيجي معايا...
" و انا اجي معاكي ليه ان شاء الله ؟
' ياسين لما شافك في المرتين اللي فاتوا و اتكلم معاك... الظاهر كده حَبك... ف قالي لما اجي انت هتيجي معايا...
" قوليله مش فاضي...
ياسين عنده 10 سنين و بيصارع السر*طان لوحده... فأنا بعمل اي حاجة تفرحه و ترفع من معنوياته... أكد عليا تجي... أكيد لما يشوفك هيفرح...
" ده اخوكي انتي مش اخويا انا... انا عليا مصاريف علاجه و بس... ارفعي انتي معنواياته... و ابعدي كده عشان عندي مشوار
امسك يدها و ابعدها عن الباب... قبل ان يخرج قالت
' طب ايه رأيك لو مجتش معايا المستشفى... هقول لاهلك على الإصابات اللي في ظهرك !!
إلتفت لها و امسكها من يدها و قال بصدمة
" و انتي عرفتي من فين ؟
' شوفت ظهرك امبارح و انت بتغير... انا عارفة انك مخبي عليهم انك اتصابت في المُهمة اللي روحتها و غبت شهر فيها...
" اه و بعدين ؟
' لو عايز الحوار يفضل سِر ما بينا و مقولش لحد... يبقى تيجي النهاردة معايا المستشفى ل ياسين...
" مفكرة انك بتلوي ايدي كده ؟
' ايوة ...انا اصلا فتانة و هقول للكل...
" بت انتي متهزريش معايا !!
' مش بهزر والله... هقول بجد...
مسح وجهه بايديه... تمالك اعصابه و هي مغمضة عنها منتظرة رد فعل عنيف ف اي لحظة فجأة اتنهد و قال :
" ماشي نروح ل ياسين... بس بالليل لاني عندي مشوار مهم دلوقتي.
تفاجئت رنا انه وافق على طلبها بهذه السرعة... نظرت لعيناه بعينان واسعتان و قالت ' للدرجة دي خايف أقولهم ؟ مش دول اهلك... ؟؟
" ملكيش فيه و متتدخليش...
' لو عرفوا هيهتموا بيك و يحطوك في عيونهم...
" مش عايز اهتمام مزيف من حد...
' اهتمام مزيف ؟! اهتمام الأهل اسمه اهتمام مزيف !
"انتي طلبتي اجي معاكي المستشفى لاخوكي و وافقت اهو... يبقى متسأليش و متتكلميش اكتر من كده... تعرفي تختصريني ؟ اعتبريني مش موجود... تمام ؟
' تمام... خلاص متتعصبش...
نظرت ليداه المُمسكة بيدها ف أدرك آسر انه مازال يمسك بيدها... تركها في الحال و خرج...
امسك رنا يدها مكان يده و قالت
' مُصاب و صحته احسن مني... كنت هتك*سر ايدي... يخربيت ايدك الناشفة يا بعيد !
دخل آسر المطبخ... فتح التلاجة و اخذ زجاجة مياه شرب منها... دخل معاذ
* صباح الخير يا يا آسووو...
نظر له آسر بضيق و وضع الزجاجة مكانها...
* طب قول اي حاجة حتى ؟
" عايز ايه يا معاذ ؟
* هو غلط اني اصبح على اخويا حبيبي.؟؟
" والله لو انا حبيبك زي ما بتقول... مكنتش هتشرب خ*مرة بحجة انك تنبسط...
* كله بيعمل كده...
ضحك آسر بسخرية... اقترب منه و أشار لعقله
" كله بيعمل كده ! و انت فين دماغك ؟ مش بتفكر بيها خالص !! شايفني انا مثلا بأعمل كدة ؟!!
* يوووه يا آسر... ما خلاص يعني محصلش حاجة... هتفضل مخاصمني لامتى
" لا حصل... حصل انك عصيت ربنا بحجة الانبساط... ( اكمل بتحذير ) قسمًا بربي لو عرفت انك شربت تاني او رجلك عدت على اي با*ر تاني... هرميك في السجن... لا امك ولا ابوك هيقدروا يخرجوك منه... تمام يا... اخويا ؟
نظر له معاذ بغضب... فإبتسم آسر بمُكر وذهب...
و اكمل معاذ في سره ؛ قال شايفني انا باعملها قال ! هو انت معتبر نفسك من الناس اصلا ؟!
كان محمد واقفًا في الحديقة يتحدث مع ريناد
• متقلقش يا عمو... كل حاجة ماشية تمام في الشركة...
و جيت اخد معاذ النهاردة عشان في اجتماعات لازم هو بنفسه يحضرها...
* هو كمان ميعرفش مواعيد الاجتماعات و انتي جاية تاخديه ؟! يارب صبرني على الولد ده...
• عمو انت قولت هتشوف آسر هو يجي يمسك الشركة... قالك ايه ؟
* رفض كالعادة... مفيش فايدة معاه...
• خلاص سيبه براحته...
* اسيبه لغاية امتى ؟ لغاية اخد بنفسي خبر وفاته !
• انا مش عارفة بجد آسر ده ماله... الوحيد اللي في العيلة كلها دخل حربية... اشمعنا حربية يعني و حضرتك عندك شركة مفروض هو يمسكها لانه الأكبر...
* ده المفروض... هو مكمل في كده عنادًا فيا...
• طب اكملهولك انا يمكن يغير رأيه... ؟؟
* لو تقدري ماشي...
• هو فين ؟
مر آسر من جانبهم ف قالت ريناد بصوت عالي
• آسررر...
وقف آسر مكانه بعد سماع صوتها و قال في سره
" اووووووف اهو انتي اللي كنتي ناقصاني في أم اليوم ده !... كان مفروض اخرج من الفجر عشان مشوفكيش...
إلتفت و ابتسم بتصنع...
• ازيك يا آسر ؟
" تمام... كان آسر يتفادى النظر إليها بسبب الملابس القصيرة و الضيقة التي ترتديها...
• آسر على فكرة شغل الشركات صعب جدا... صعب زي شغلك في المنظمة...
ضحك بسخرية و قال
" عايزة تفهميني ان قعدة المكتب تحت التكييف و القهوة بتاعتي جمبي... اصعب من القبض على عناصر إرها*بية طب ازاي ؟
• مش بالمعنى الحرفي بس والله صعب لانه عايز شخص جاد في شغله و مرتب و يعرف يسيطر على الموظفين و يكون دبلوماسي... و بما انك بتحب الحركة ف انت لما تبقى مدير الشركة... هتتحرك كتير لغاية ما تتعب و تسافر كذا مرة تحضر اجتماعات بره مع ناس مهمة... و انا شايفة انك تصلح للمنصب ده بكفاءة كمان... هاا رأيك ايه ؟
" برضو لا...
قالها آسر بجمود ثم إلتفت.مبتعدا .. ركب سيارته و انطلق... احست ريناد بالاحراج... و قال محمد
* معلش متتضايقيش... هو كده... دماغه ناشفة...
• لا عادي يا عمو... معاذ جوه ؟
* اه جوه... روحيله و خلي عينك عليه... ربنا يهديه ده كمان...
• متقلقش يا عمو...
ابتسم لها... دخلت ريناد القصر وجدت معاذ نائم على الانتريه و يشاهد التلفاز... ضر*بته بحقيبتها و قالت
• بقى انا بقالي ساعة برن عليك... و انت قاعد هنا بتتفرج على التليفزيون !!
* اهدي يا ريناد هفهمك... ده فيلم بقالي كتير مستنيه ينزل... و اهو نزل...
• يا بني انت هتشلني !!
* بس قوليلي ايه الطقم الجامد ده..!!
ذهب غضبها في الحال و قالت و هي تزيح شعرها للخلف بدلع
• بجد حلو ؟
* جامد اوي... صاروخ من يومك...يا رودي
• شكرا يا معاذ... اهو لسانك الحلو ده هو اللي مصبرني عليك... حسيت ان الطقم وحش بسبب ان آسر مبصليش حتى...
* آسر ! هههه ده آخر تنتظري منه يقول رأيه في حاجة... ده مبيتكلمش مع حد تقريبا !
• ولا مراته مسيطرة عليه ؟
* معتقدش... مراته طيبة و في حالها... والله ما بسمع صوتها... كل همها اخوها يخف
• اه صح ياسين خَف ؟
* سمعت انه في تحسن في حالته شوية...
• يارب يخف... يلا قوم نروح الشركة...
* يوووه قرفتوني بأم الشركة دي...
• هو انت بتعمل حاجة اصلا ؟ ما انا اللي بعمل شغلي و شغلك في نفس الوقت... بس اجتماع النهاردة لازم تبقى موجود فيه... و متقعدش تلعب في شعرك قدام الاداريين... ركز يا معاذ كل ما الشركة بتنجح الشغل بيزيد عليا انا و انا طاقتي قربت تخلص...
* يا ستي ربنا يخليكي ليا انتي و طاقتك... نُصاية بس البس و جاي...
قام معاذ و صعد لغرفته... جلست ريناد و قالت براحة
• اخييييرا
رن جرس الشقة... فتح خالد الباب... و كان آسر
* ادخل...
دخل آسر و خالد اغلق الباب... خلع آسر البلوڤر الذي يرتديه و جلس... مرر له خالد فنجان قهوة و قال
* مستنيك من بدري على فكرة...
" ما انت عارف... لازم اقابل حد على الصبح كده يسد نفسي...
ضحك خالد و قال
* شوفت ريناد صح ؟
" امم ايوة شوفتها... و قال ايه يا سيدي!! . جاية بكل ذرة ثقة عندها تقنعني اسيب المنظمة و اجي الشركة...
ضحك خالد و قال
* شكلهم مش هيببطلوا محاولة...
ضحك آسر و قال
" اسمع دي كمان... تخيل ان الاستاذة ريناد المليونيرة... بتقولي شغل الشركة اصعب من شغل المنظمة...
شهق خالد و هو يشرب القهوة بمجرد ما سمع ذلك... ضر*به آسر على ظهره و اعطاه كوب ماء... شربه خالد و قال
* بتقول ايه دي ؟!
" زي ما سمعت كده...
* يا مثبت العقل و الدين يارب... دي اتجننت على الاخر... دي بتقارن شغلي و شغلك بحتة المكتب اللي في الشركة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله... ده انا لما اخرج لاشتباك مع بقية الفريق... قبل ما امشي بقعد ابو*س في مراتي و بنتي عشان عامل حسابي ان بنسبة 99% اني مش هرجع... ريناد بدون خجل بتقارن شغلي ب شغلها اللي كله رفاهية ؟
" كنت عارف انك هتتعصب بالشكل ده...
قالها آسر و هو يضحك...
* منك لله عصبتني عالصبح ... كنت دايما اسأل نفسي انت ليه مش بتطيقها !!دلوقتي عرفت السبب... ياريت بقى لما تشوفها المرة الجاية ارزعها رصا*صة في ظهرها يمكن تحس باللي بنمر بيه.
" عنيا.يا معلم.. فين بقية الفريق ؟
* جايين في الطريق... تعالى نطلب بيتزا على قد عددنا... و لما توصل هيكونوا جم هنا...
" عايزها بالفراخ...
* حاضر... ظهرك خَف ؟
" الالتهاب قَلت شوية... بس بتخنق لما اقعد لابس في البيت عشان محدش يشوفه...
* خُد راحتك هنا على الآخر... في كيس شيبسي في المطبخ... هاته ناكله لغاية ما بقية الفريق يجي...
" ماشي...
في الليل... كانت رنا تقف أمام المرآة تضع آخر دبوس في طرحتها... دخل آسر الغرفة...
' كويس انك جيت... يلا هنخرج دلوقتي...
" هاخد دُش الأول...
' ما انت استحميت الصبح...
قال و هو يخلع جاكته
" معلش بقى ...عيل صغير و كنت بلعب مع اصحابي في الطين...
توجه للحمام... ضحكت رنا من كلامه و قالت في نفسها
' انا نسيت خالص انه مُصاب... اكيد الهدوم اللي لابسها بتسخن ظهره...و تسبب له حكة شديدة
جلست رنا و ظلت تلعب بهاتفها حتى خرج... كان واضح على ملامحه الضيق...
' حارقك ؟
" ايه اللي حارقني ؟
' ظهرك... بسبب الجر*وح اللي فيه
" اظن دي حاجة متخصكيش... لما اشتكيلك ابقي اتكلمي...
جلس على الكنبة ليربط رباط الحذاء
' على فكرة... عندي فضول اعرف ايه حصل في آخر مُهمة روحتها... ازاي اتصابت كده ؟
آسر ببرود" اممم حوار طويل...و انا مكسل احكي... فالاسهل انك تحتفظي بفضولك ده لنفسك...
احست رنا بالحرج و صمتت... اخذ آسر هاتفه و قال
" يلا...
خرج و ذهبت ورائه... صعدا السيارة و ذهبا... كانت الإشارة حمراء ف وقف آسر بالسيارة... كانت رنا لا ترفع عيناها من هاتفها... نظر لها آسر و لهاتفها... وجدها تنظر لصورها مع ياسين و مع عائلتها و تبتسم بو*جع... نظر أمامه و تذكر كلامها له أول يوم اتزوجها :
" طالما انتي مش عيزاني للدرجة دي... اتجوزتيني ليه ؟
' اول ما اتولد ياسين... ماما و بابا قالولي ده في آمانتك... خدي بالك منه... كانهم كانوا حاسين ان هم مش هيعيشوا معاه زي ما عاشوا معايا... انت مستغرب انا وافقت ليه على جوازك مني بالسهولة دي... ( اكملت ببكاء ) كل الطرق اتقفلت في وشي... اقرب الناس ليا اتخلوا عني لما احتاجتهم... حاولت والله أدبرله علاجه... اتحصرت في طريق مسدود... انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش... مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ*لم و يمو*ت قدامي... كفاية انه بقى يتيم من وهو عنده 5 سنين... دي لوحدها كفاية... ده سبب جوازي منك...
فاق آسر من شروده عندما فتحت إشارة المرور... شغل السيارة و ذهب... بعد قليل وصلوا إلى المستشفى و توحهوا لغرفة ياسين... قبل ان يفتح آسر الباب... رنا امسكت يده و قالت
' معلش بس هطلب منك طلب كمان...
" نعم ؟
' ياسين على قد ما هو تعبان بس بيلاحظ طريقة تعاملنا السطحية مع بعض و بيقعد يسألني كتير... ممكن نمثل قدامه اننا كويسين مع بعض ؟
ابتسم بسخرية و فتح الباب... و بقيت تهمس في سرها بغل
' والله العظيم يا آسر انت واحد بارد و سم... و تسلم ايد اللي شوهلك ظهرك كده...
تبعته رنا و دخلا ل ياسين...
* رنا !
قالها ياسين بتفاجىء عندما رأى اخته... اقتربت منه رنا و احتضنته بقوة و قَبلته...
' يا قلب رنا... وحشتني اوي و ريحتك السكر دي وحشتني...
* انت وحشتيني اكتر...
بعدت عنه و قالت
' بتاكل كويس ؟
* اه... و مش بفوت ولا وجبة...
' شطور...
* بس الجلسة بتتعبني جامد...
' يا روحي... معلش استحمل شوية... هانت خلاص
* باقي كام جلسة ؟
لم تعرف رنا بماذا ترد عليه... ف هو عندما دخل للمستشفى كانت حالته متأخرة و صعبة و مازال أمامه طريقًا طويلًا صعبًا مع هذا المر*ض... ليقاطع آسر ارتباكها بتدخله
تدخل آسر لتخليصها من الموقف المحرج
"على فكرة الموضوع مش بعدد الجلسات يا ياسين... الجلسات دي مش هتقدم ولا هتأخر... هل انت من جواك عايز بجد تتعالج ؟
* عايز اوي...
" يبقى مش مهم تعرف باقي كام جلسة... المهم ان إرادتك في العلاج تفضل ثابتة و متيأسش مهما حصل...
* ايوة انا مش هيأس و هكمل علاجي و ابقى كويس...
" كده اقدر اقول انك بطل حقيقي...
* انا قوي زي سبايدر مان...
" انت اقوى منه أساسًا...
ابتسم ياسين بفرح... تفاجئت رنا من هذا تشجيع اللطيف من آسر لاخاها... لم تتوقع منه ان يقول هذا
* عمو آسر... ممكن تقرب شوية ؟
قالها ياسين ف نظر آسر ل رنا بتساؤل... ثم اقترب من ياسين و جلس جانبه على السرير... قَبله ياسين قُبلة لطيفة على خده و قام بإحتضانه و قال ببراءة
* عمو آسر انا بحبك...
تفاجىء آسر من تصرف ذلك الطفل... كيف احبه بتلك السرعة ؟ بادله آسر الحضن و قال و هو ينظر ل رنا
" و انا كمان بحبك يا بطل...
فرح ياسين... اخرجه آسر من حضنه و قال له بخُبث
" مش انت كنت عايز بلاستيشن و اختك مرضيتش تجيبلك ؟
* اه...
" انا بقى جبتلك بلاستيشن...
* بجد ؟!
" طبعا...
فتح آسر الكيس الذي بجانبه... اخرجه منه و اعطاه ل ياسين
* يلهوي ده كبير اوي..!!
- هو يعني فيه اكبر بس قولت اهو ينفع برضو عشان اختك مت*قتلنيش...
قالها آسر و هو ينظر ل رنا و يبتسم ابتسامة جانبية... نظرت له بغضب و قامت بسحب العلبة من يد ياسين
* يووه يا رنا... انا عايز ألعب عليه...
' لا ياسين... ده غلط عليك و مليان ألعاب مش من سِنك...
* يا رنا و النبي لعبة وحدة بس... قول حاجة يا عمو آسر...
نهض آسر و وقف امامها و قال
" هاتي العلبة...
رنا بإصرار : لا... ده خطر على ياسين... ياسين لسه طفل...
" بقولك هاتي العلبة...
بعند اكثر ' و انا بقولك لا...
قالتها ثم خبأت العلبة خلف ظهرها... ابتسم آسر بخُبث و قام بإحتضانها... تفاجئت رنا من تصرفه هذا أمام ياسين
. قال آسر بصوت منخفض
" مش عايز ازعق قدام الولد الصغير... هاتي العِلبة يا مراتي...
اتوترت رنا من اقترابه منها... اعطته العُلبة بسرعة...
ابتعد و قال
" انا عارف ان ياسين صغير... عشان كده لما اشتريته حملت عليه اللعب اللي تناسب سِنه بس...
قالها آسر و هو يفتح العُلبة و وصل السِلك بالتلفاز... جلس على السرير... خلع حذائه و استلقى بجانب ياسين
" معلش هغتت عليك في سريرك
* لا عادي يا عمو... خُد راحتك...
" تاخد الدراع الأزرق ولا الاخضر ؟
* الأزرق...
اعطاه آسر دراع البلاستيشن الأزرق...
" بتعرف تلعب كورة ؟
* لا... ملعبتهاش قبل كده... كل ده بسبب رنا... مخلتنيش العب على البلاستيشن قبل كده...
آسر و هو بيبص على رنا و يبتسم ابتسامة تسحر
" منها لله... مش كنت تزن عليها شوية ؟
* كانت مش هتوافق برضو...
ابتسم بمكر " طب هنتفق من النهاردة ...اي حاجة هي مش توافق عليها... قولي انا و انا اعملهالك
تعجبت رنا و قالت بغيظ
' انت بتقويه عليا ؟ غير كده انا مسمحتش انه يلعب عليه لما شفت ان كلها ع*نف و مش مناسباله...
" مش كل الألعاب وحشة... الكورة اهي... لعبة كويسة و مناسبة لكل الأعمار... طب ايه رأيك يا ياسين عِندًا في اختك هعلمك تلعب كورة.؟ قولي الأول... انت اهلاوي ولا زملكاوي ؟
* اهلاوي...
" حبيبي والله... يلا بقى اسمع كلامي... الزرار ده للمشي... و ده للقفز... و ده للركل...
ظل يعلمه خطوة بخطوة... و ياسين بدأ في التعلم... جلست رنا على الكرسي... ظلت تراقبهم... كم أن علاقة آسر ب ياسين جميلة...
حتمًا ياسين تعلق به... فهمت ان ياسين احبه لانه دائمًا تمنى ان يكون له أخ... لكن ما لا تفهمه هو آسر... تسآلت كيف يستطيع ان يغير نفسه بهذه السهولة ؟ كيف كانت تصرفاته في البيت... معها و مع اهله... و كيف الآن هو مع ياسين بشخصية مرِحة تحب الضحِك و الاستمتاع عكس آسر القا*سي الذي تعرفه و تعيش مع تحت سقفٍ واحد...
* جوووول...
قالها ياسين بفرح شديد بعد ما احرز هدف ضد آسر...
" بقى انت يا خنفسة تغلبني ؟
* و هغلبك تاني...
" هخاااف على نفسي على كده... هنلعب تاني المرة الجاية.؟؟
* اكيد طبعا...
نهض آسر من جانبه... جاءت رنا جلست بجانب ياسين... رفعت هاتفها و قالت
' بُص للكاميرا يا ياسين عشان هنتصور...
* لا استني... عمو آسر تعالى اتصور معانا...
اومأ له و جلس بجانبه ليبقى ياسين في المنتصف... خجلت رنا فهي لا تريد ان تتصور معه... لكن أخاها يريد ذلك... اتلقطت اول صورة و نظرت إليها... لفت انتباها ابتسامة آسر الجميلة... واضح انها صدرت من قلبه لا من تصنُع... اعجبت بها و كم انهم هم الثلاثة يشكلون عائلة جميلة...
' صورة تاني...
قالتها رنا و هي ترفع الهاتف و إلتقطت الكثير من الصور...
" جعان يا ياسين ؟
* ايوة جعان... جعان اوي كمان
قالها ياسين بتلقائية و ببراءة... فلتت ضحكة من آسر... نظرت له رنا و شردت في ضحكته اللطيفة تلك و قالت في سرها
' ما انت حلو اهو و بتضحك عادي... اوماال ليه ضا*رب بوز نكد في البيت ؟
"اصلا اتصلت عليهم يجبولك الأكل...
* بس انتوا الاتنين هتاكلوا معايا...
آسر بحب : ماشي...
تعجبت رنا من موافقته على كل ما يقوله ياسين... بعد دقائق جاءت الممرضة بالاكل و جلسوا جميعهم على الطاولة... بدأت رنا بإطعام ياسين بنفسها... تنفخ في معلقة الحساء ثم تطعمه... نظر لها آسر و ابتسم... كم تحب أخاها و تهتم به جيدا... امسك آسر المعلقة و لسه هيأكل... رن هاتفه و عندما رأى الأسم رد في الحال... بعد ان تكلم المتصل له... انقلبت ملامحه لغضب شديد واضح عليه... نهض عن الطاولة
* عمو آسر رايح فين ؟
لم يرد عليه و ذهب...
* رنا هو عمو آسر ماله ؟ اتعصب ليه ؟
' متعصبش ولا حاجة يا روحي...
* مشي ليه ؟
' جاله مشوار مهم... حاجة كده تبع الشغل
* اااه مشي عشان عنده مشوار... افتكرت ان الشوربة لسعت لسانه لانها سخنة ف اتعصب و مشي...
ضحكت رنا و قامت بإحتضانه و ربتت على ظهره... في نفس الوقت كانت تفكر ماذا قيل له في تلك المكالمة جعله يشتعل غضبًا و يذهب بتلك الطريقة...
في أحد البا*رات الليلة......
* عايز كأس تاني...
قال ذلك معاذ لصديقته
- لا يا بيبي متقلش اوي في الشرب...
* هاتي كأس تاني... بقالي كتير مجتش هنا... خليني انبسط... علوا صوت الاغاني... ارقصوا يا بنات...
ضحكت بمياعة و اعطته كأسًا آخر...
- اشرب يا بيبي... دي هتبقى سهرة قمر...
من الجهة الأخرى... كان آسر يقود سريعًا حتى وصل للعنوان المطلوب... البا*ر الليلي... نزل من السيارة و تقدم ليدخل لكن اوقفه الأمن
* ممنوع الدخول...
" اد المسكة دي انت ؟
قالها آسر بغضب و قبل ان يرد عليه لكمه بقوة في وجهه... وقع أرضًا... دخل آسر و وقف الشباب الساكِر و البنات شبه عا*رية و رائحة الخم*ر تملأ المكان... نظر في كل جهة حتى وقعت عينه على معاذ جالسا وسط تجمع من الفتيات و هو يترنح
جمع قبضته بغضب و تقدم منه... وقف أمامه مباشرةً... إلتفت معاذ و رآه...
* ايه ده ؟! آسر بنفسه هنا ؟
نظر آسر لكَم قوارير الخم*ر التي على الطاولة و السجائر... ثم نظر بإبتسامة مصطنعة ل معاذ... حضنه معاذ و قال
* نورت يا آسر... كنت عارف انك في يوم هتيجي هنا و تنبسط معايا...
- مين ده يا معاذ ؟
قالت ذلك احدى البنات بتساؤل... ابتعد معاذ عن آسر و قال
* اقدملكم اخويا الكبير... آسر...
- اوووف ده وسيم اوي...
• جذاب اوي و ملامحه حادة...
- يااااااي و بعضلات كمان...!!!
* شوفت يا آسر... من اول مرة اهو و عجبتهم...
" و لسه هعجبكم أكتر...
امسك آسر الكُرسي الحديد... ألقاه بقوة على الرف الذي يوجد به قوارير الخم*ر... كُسـ.ـرت كلها... قال معاذ بغضب
* انت ايه اللي عملته ده ؟!
" ده انا لسه هعمل و هعمل... اتفرج انت بس و قولي رأيك في اللي هعمله...
اخذ آسر الولاعة من على الطاولة... فتحها و ألاقاها على الأرض... لتمسك النار في الخم*ر على الأرض... انتشرت النيران و بدأت بسرعة و امسكت في الستائر... بدأ الناس بالصراخ و الركض للخارج...
* انت اتجننت يا آسر !! انت بتو*لع فينا !!
" عشان انتوا بجد ناس زبالة و تستاهلوا الحر*ق...
ألتفت معاذ ليذهب قبل ان يمتلىء المكان أكثر بالنيران... امسكه آسر من ملابسه و اخرج الكلابشات من جيبه و كَبَل يديه بهم...
" المرة اللي فاتت فلت مني... أما المرة دي لا...
* انت بتقول ايه ؟ فُكني يا آسر !
" ده في احلامك... قدامي...
ظل معاذ يقاومه ل يهرب و لكن لم يستطيع... خرج آسر به للخارج... تفاجىء معاذ عندما رأى ان الشرطة اتت و امسكت بكل شخص كان في البا*ر...
" طفوا المكان من النا*ر... و اعرفوا مين صاحبه و يجيلي القسم... و المكان ده كله يتشمع...
* أوامركم يا آسر باشا...
" قدامي يا ....اخويا...
فتح آسر باب سيارته و ادخل معاذ بالخلف و اقفل الباب جيدا... ركب آسر سيارته و توجه لقسم الشرطة... في الطريق قال معاذ بخوف
* خلاص يا آسر انا آسف... مش هعمل كده تاني ولا هروح الأماكن دي تاني... فُكني يلا...
" ما كان من الأول... كام مرة نصحتك ؟ كام مرة قولتلك رِجلك متعديش الأماكن النج*سة دي تاني ؟
* آسف والله و هسمع كلامك بعد كده... فُكني...
" للأسف مأدركتش جدية الوضع غير دلوقتي... فات الوقت يا معاذ... عديتهالك مرة... لكن المرة دي لا...
وصل آسر ل قسم الشرطة... ركن سيارته و اخرج معاذ من السيارة و يدفع بقوة لكي يمشي
* يا آسر اسمعني ارجوك... آخر مرة والله مش هتتكرر تاني...
" ما انت مش هتتعدل غير لما تترمي في السج*ن زي الك*لب...
* لا يا آسر... سج*ن لا... لاااااا
" دلوقتي خايف ؟ و عاملي فيها القوي الشديد قدام شوية بنات رُخا*ص... بس ماااشي... اذا كان امك و ابوك معرفهوش يربوك و يسيطروا عليك... انا هعرف أربيك...
فتح آسر الزنزانة و فَك الكلبشات من يده... دفعه للداخل بقوة و اقفل عليه بقِفل حديد...
امسك معاذ القُضبان و قال
* يا آسر لا... خرجني من هنا...
" هتشرفنا كام اسبوع كده... لما اتأكد انك اتعدلت ابقى اخرجك...
* يا آسر انا اخوك... ارجوك متعملش كده فيا...
" لا هعمل و هعمل اكتر من كده... بقى انا اقعد اروح مُهمات و ز*فت عشان انظف العالم من الناس القذ*رة... و اخويا عندي اهو او*سخ منه مش هلاقي!! . عايزني اطبق العدل بره و اجي عندك انت اقول لا ده اخويا ؟! انت اهبل يلااا !!
ضر*ب معاذ القضبان و قال بغضب
* آسررر خرجني من هنا بقولك !
" مش هتخرج... هيجي ابوك دلوقتي... مهما عمل مش هتعدي بره الزنزانة دي غير بمزاجي يا معاذ... خلي الخم*رة تنفعك...
إلتفت آسر ليذهب... ضحك معاذ بخبُث و قال
* ماشي تعدِل على الناس و تحاسب ده و تحاسب دي و عامل فيها ملاك أبيض و بتاع ربنا ؟! ... شكلك نسيت انك ابن حرام اتولدت عن طريق الزنا... يا اخويا !!
يتبع